Tuesday, June 28, 2011

أنا أتحدثُ كثيراً ..

:::
::

أشعر بأن جسدي لا يكفيني
 وكأنني إحدى الممثلات في تلك الأفلام التي تُجبر الشخصية على إرتداء (الكروسيه)
رئتاي تمتلئان بلا هواء
وهناك ألم يرافقني طوال الوقت
إعتدت على جميع أنواع الآلام إلا هذا .. إنه أقوى مني
عندما أمشي في الشوارع
..أقف فجأة
وأرجو الله أن يتوقف كل شيء
ولا شيء يتوقف
ومع أنني أتجدد مع كل نسمة من نسمات الصباح الباكر
الا أنه أكثر الأوقات إيلاماً
.. 
أشعر بأني راهبة
وأنا لا أطبق من الدين سوى عبادة التأمل والمناجاة
وبأني عشت كل شيء إلا الحياة
كم أشتاق لأن أفعل دون تفكير 
أغفوا على وسادتي بمجرد وضع رأسي عليها
يصعب أحياناً أن أشرح 
فأتحدث مع أي شخص في كل شيء
إلا ما أريد التحدث عنه فعلاً
لا يمكنني تهجئة الإختناق
ثمانية وعشرون حرفاً لا تكفي
وأنا أشبة الراهبات إلا قليلاً
...
هم وحدهم من ينصتوا إلي
ولا يتحدثون أبدا
لا مواعظ
لا سرد تجارب
فقط بخرس وبهدوء
يعالجوني
معهم لا أحتاج لأحرف العالم ولا اللغات ولا الأصوات
الكتب و الموسيقى
قد تجد ملجأ في أبسط الأشياء
وأنا وجدت ملجأي معهم
هم وحدهم من ينصتوا إلي
...
أحمل في فؤادي مقبرة
وكل يوم أدفن أحداً أو أملاً فيها
وحصل أن دفنت أكثر من مرة
لا أعرف مساحتها 
لكن أقدرها ببعد المدى
بسقف الأحلام 
وبعدد خيبات الظن
فأظنها أبعد من جسدي
ولهذا أيضاً يخنقني
فأنا لا أعيش فيه وحدي
ماذا يفعل من يكره الزحام ؟
حملوني
وتركوني هنا
معلقة على ضهر القيامة
أخاف إذا إلتفت أن أراه ثانية
وأستيقظ من جديد 
..وهو عصي الدفن
أكرر قبل النوم غدا كل شيء سينتهي
وكل شيء في الغد لا ينتهي وكأنه في بدايته
أحتاج لجسد آخر ..!!

::
:::

ينتهي العالم ونحن لا ننتهي من رثاء أنفسنا .. 


December 11, 2010

No comments:

Post a Comment